تنوعت الأعمال الخزفية في أساليب تنفيذها وطرق بناء أشكالها , ونوعية زخرفة سطوحها , وبتأمل هذه الأعمال تتضح لنا الأساليب التقنية الخاصة بالخزافين والتي تميز طابع كلاً منهم عن الآخر , فنتعرف على هويتهم وشخصياتهم الفنية من خلال مجموعة أعمالهم. وعليه فمن هيئة الأعمال الفنية وطابعها و شكلها العام ؛ يمكن أن نتعرف على أن هذه المجموعة تابعة لمدينة ما أو دولة ما , لذا كان مهم جداً أن يهتم الفنانين والخزافين بهذه النقطة , ويعرفوا ضرورة و أهمية معنى الهوية العربية في أعمالهم الفنية عامة , وفي الشكل الخزفي على وجه الخصوص.
* مفهوم الهوية العربية :
إن الهوية هي لي ست شيء محسوس نضع أيدينا عليه بل هي معنى , يحُدد من خلال الدين والوطن , فعلى سبيل المثال :بلادنا المملكة العربية السعودية هويتها ( إسلامية عربية ) , إذاً في الفن لابد أن نذكر أن الهوية الفنية هي : ذاك الطابع الأخير الذي يظهر على هيئة العمل الفني العام , وهي الانطباع والإحساس الذي يصلنا كمشاهدين من خلال جزيئات العمل من حيث : عناصر زخارفه وخطوطه الخارجية إن كان مجسماً , و ألوانهوملامسة السطحية.فكل هذه الجزيئات إن تواجدت على سطح العمل الفني وكانت مأخوذة من أصول عربية , حتماً ستجعلنا نطلق عليها حكم بأنها أعمال ذات طابع عربي أوهوية عربية.
أهمية اكتمال زخرفة سطح الشكل الخزفي بما يلاءم هيئته وطابعه
رغم جمال الأشكال المنفذة في الدرس الماضي من خلال خطوطها الخارجية ودقة تنفيذها , إلا أنها تفتقر لزخرفة السطح .. فالزخرفة تزيد الشكل الخزفي جمال , خاصة إذا ما زخرف الشكل بما يناسبه من عناصر و ألوان وتقنيات , فجمال السطح ورونقه يزيد من قيمة العمل الفني ويرفع قيمته الجمالية , كما أن حُسن اختيار عناصر الزخرفة يساعد على إبراز هوية العمل وجماله .